في هذا المقال، نُقدِّم لك أيها القارئ الكريم، ثماني طرق فعَّالة للإقلاع عن التدخين. إذا تمكـَّنت من اتـِّباعها ستتمكـَّن من التـَّحكـُّم بحياتك وصحتك بصورة أفضل:
1- كرر مع نفسك هذه العبارة "إذا أقلعتُ عن التدخين الآن، سأعيش حياة أطول".
إليك حقيقة بسيطة لكنها هامة: للجسم قدرة هائلة على شفاء نفسه. فعلى سبيل المثال، بعد مرور 15 سنة من الإقلاع عن التدخين، سيتمكـَّن الشخص المدخـِّن من العودة إلى حالته الطبيعية كشخص لم يُدخـِّن على الإطلاق! والمدخنون الرجال الذين يقلعون عن التدخين وهم في عمرٍ يترواح ما بين 35-39 سنة، يضيفون إلى أعمارهم خمس سنوات تقريبًا. أما النساء المُدخـِّنات فيُضفن إلى أعمارهن ثلاث سنوات تقريبًا. من الجدير بالذكر أن هذه السنوات هي مجرد سنوات تقريبية وليست دقيقة، فهناك أشخاص يعيشون فترة أطول بكثير من ثلاث أو خمس سنوات..
2- قم بإجراء بعض البحوث
إنَّ المعرفة قوَّة والعلم نور، والمعلومات الصحيحة يمكنها أن تقودك إلى التحرُّر من عادة التدخين. هناك الكثير من الكتب الممتازة المتاحة الآن في الأسواق والتي تـُناقش مخاطر التدخين وكيفية الإقلاع عنه. قم ببحث بسيط عبر الإنترنت واعثر على بعض الكتب التي تتحدث عن التدخين ولها صلة مباشرة بظروفك وشخصيتك. اقرأ المعلومات التي حصلت عليها وفكـِّر مليًا في الأمر ثم ضع المعلومات التي قرأتها قيد التنفيذ. قال الفيلسوف توماس فولار: "إن العمل هو الثمرة المناسبة للعلم والمعرفة".
3- نمِّي حافزك الشخصي للإقلاع عن التدخين.
بالرغم من كل الأدلة العلمية حول مخاطر التدخين، إلا مُعظم الأشخاص الذين يقلعون عنه يفعلون ذلك لأسباب شخصية جدًا! قد يقلع أحدهم عن التدخين لأنه شَهـِدَ موت أحد أقربائه بسبب سرطان الرئة. وقد تقلع سيدة عن التدخين لأنها حامل وتشعر بالقلق إزاء صحة طفلها الذي لم يولد بعد. وقد يقلع شخص آخر عن التدخين لأنه يُعاني من أمراض القلب. ولهذا فمن الضروري أن تعرف الأسباب الشخصية الخاصة بك للإقلاع عن التدخين، والتي ستكون دافعك للاستمرار في المحاولة وتحمُّل صعوبة مرحلة الإقلاع عن التدخين.
إليك بعض الأسباب التي قد تحفزك للإقلاع عن التدخين:
- سأتمكن من السيطرة على حياتي بشكل أفضل.
- سأتمتـَّع بصحة أفضل.
- سأتمكـَّن من التـَّحكـُّم في معدل ضربات القلب وضغط الدم بصورة أفضل.
- سأوفـِّر الكثير من المال.
- سأتخلـَّص من الرائحة الكريهة لأنفاسي وملابسي وأغراضي.
- سأكون قدوة حسنة لأولادي.
- سأتمتـَّع بطاقة أكبر.
- ستقل احتمالية نشوب حرائق في منزلي.
- سأتجنـَّب وأقي نفسي من احتمالية الوفاة بسبب أمراض القلب والالتهاب الشعبي المزمن وانتفاخ الرئة والسرطان وبعض الأمراض الأخرى الناتجة عن التدخين.
- سأحمي أفراد عائلتي من آثار التدخين السلبي ولن أتسبب في مرضهم.
- لن أتلقـَّى تعليقات حادَّة من الناس المحيطين بي.
- لن تتلف ملابسي أو ملابس الآخرين بسبب الرماد المتطاير.
- سأتمكن من العيش فترة أطول بإذن الله.
- أضف إية مزايا إيجابية أخرى للامتناع عن التدخين.
- عندما تنتهي من إعداد قائمة الأسباب الخاصة بك، اقرأها كل يوم وتأمَّل بها لمدة دقيقتين وبشكل منتظم. واظب أيضًا على إضافة أي أسباب جديدة تكتشفها. عندما تشعر برغبة ملحة للتدخين، اطلب من أحد الموجودين حولك أن يعطيك سببًا للإقلاع عنه. في كل مرة تسمع فيها سببًا جديداً، أضفه إلى قائمتك وركـِّز على الفرق الذي سيحدثه في حياتك.
4. استشر طبيبك والمراكز الطبية المختصة.
حدِّد موعداً للذهاب إلى طبيبك لتعرِّفه على خطتك للإقلاع عن التدخين. إن معظم الأطباء يرغبون في مساعدتك للإقلاع عن التدخين، وبإمكانهم مساعدتك على تطوير برنامجٍ يعمل على تلبية احتياجاتك الشخصية والطبية الخاصة. كما يمكن للأطباء أن يعرِّفوك على البدائل الأخرى للنيكوتين التي يمكنك استعمالها للاستغناء عنه، مثل: لصقات النيكوتين، علكة (لِبان) النيكوتين، وبخاخة النيكوتين التي تبخ كميات محددة من بخار النيكوتين إلى داخل الفم، بالإضافة إلى السيجارة الإلتكرونية وغيرها من بدائل. بعض هذه البدائل لا تحتاج إلى استشارة طبية، لكن البعض الآخر منها يحتاج لوصفة طبية. فاستشر طبيبك.
5. نمّي عادات جديدة وحسنة بدلاً من عادة التدخين الضارة.
ادعم خطوتك في الإقلاع عن التدخين من خلال تبنـِّي نشاط فيزيائي مُنتظم مثل ممارسة التمارين الرياضية. تـُظهر العديد من الدراسات أن هناك صلة واضحة بين ممارسة الرياضة والنجاح في الإقلاع عن التدخين. في إحدى هذه الدراسات، تتبَّع الباحثون التقدم الذي حققته 281 سيدة مشتركة في برنامج للتوقف عن التدخين. تم اختيار نصف عدد هؤلاء السيدات بشكل عشوائي للإنخراط في أنشطة رياضية منتظمة، أما السيدات الباقيات فقد حضرن محاضرات صحية تناقش موضوع التدخين ومخاطره وطرق الإقلاع عنه.
بعد انتهاء هذه الدراسة، ظهرت نتائج مذهلة! فقد كان عدد المُقلعات عن التدخين – من اللواتي مارسن نشاطاً رياضياً، ضعف عدد اللواتي حضرن المحاضرات الصحية! بالإضافة إلى هذا، فقد فقدت السيدات اللواتي انخرطن في البرناج الرياضي بعض الوزن، واكتسبن نشاطاً ومرونة. ويعتقد الباحثون في مجال الإقلاع عن التدخين بأن ممارسة الرياضة من شأنها أن تدعم بشكل كبير هذه الخطوة لأنها:
- تبني الثقة وتمنح الحافز.
- تقليل من الرغبة الشديدة لتعاطي النيكوتين، خاصةً في الأسابيع الأولى.
- تقلل من الضغوط وتمنح الراحة والاسترخاء.
- تساعد في السيطرة على الوزن – الأمر الذي يُقلق الكثير من الذين يفكرون بالإقلاع عن التدخين.
6. ركِّز على الجوانب الإيجابية.
بدلاً من أن تفكر كثيرًا في حرمانك من تدخين سيجارة، ذكِّر نفسك بمدى عظمة قرارك والتزامك بالتوقف عن التدخين. بدلاً من أن تفكر في طعم السيجارة، ذكِّر نفسك بمذاق الطعام الذي ابتدأت تستطعم به نتيجة توقفك عن التدخين. بدلاً من الحزن على ما فقدت، فكـِّر في كل الأمور التي لم تكن تتمتع بها سابقاً بسبب التدخين، مثلاً: توقـُّف السُّعال، رائحة أنفاسك الخالية من الدخان، وأسنانك الأكثر بياضًا.
7. لا تتردد في دفع بعض المال مقابل الحصول على المساعدة.
يُقدِّم بعض الاستشاريون الصحيون وأخصائيو العلاج الطبيعي دورات خاصة لمساعدة الأشخاص الذين يرغبون في الإقلاع عن التدخين. إن المبالغ القليلة التي ستدفعها مقابل هذه الخدمات ستعود عليك بالنفع الكبير والصحة. فلا تبخل على صحتك يا عزيزي المدخن. إن الأموال التي تنفقها للإقلاع عن التدخين هي أحد أفضل الاستثمارات التي يمكنك القيام بها.
8. خطط مسبقًا كي تتعامل مع الضغوط الناجمة عن الامتناع عن التدخين.
إن التغلب على عادة التدخين ليس بالأمر السهل. فكن مستعدًا أن تتعامل مع الضغوط الناتجة عن ذلك من خلال القيام ببعض الإعدادات المسبقة. إليك بعض الإرشادات:
- لا تقنع نفسك بالرجوع إلى التدخين مرة أخرى. عندما تجد لنفسك سبباً يدفعك لتدخين سيجارة واحدة أو أخذ نـَفـَسٍ واحد، امنع نفسك. فكـِّر في السبب الذي دفعك لذلك وفكـِّر في طريقة أخرى للتعامل معه. على سبيل المثال، إذا كنت تشعر بالتوتر وتظن أنك بحاجة أن تدخن سيجارة، يمكنك أن تتمشى قليلاً إلى أن تهدأ بدلاً من أن تدخن سيجارة.
- كن مُستعداً لمواجهة الأوقات التي اعتدت أن تدخِّن فيها إذ ستواجه رغبة شديدة للتدخين أثناءها. هذه الأوقات ليست سهلة، وسوف تتطلب عزيمة وإصراراً من جانبك حتى تتمكن من السيطرة عليها بدلاً من أن تسيطر هي عليك.
- تغيير العادات. عوضًا عن تدخين سيجارة بعد وجبة العشاء، أخرج لتتمشى. عندما تذهب إلى مطعم، اطلب منهم الجلوس في قسم لغير المدخنين.
- اقض وقتًا مع غير المُدخِّنين واطلب منهم أن يكونوا داعمين ومساندين لك.
لم يفت الأوان بعد! إنَّ عملية شفاء خلايا جسمك من سموم التدخين تبدأ فوراً بعد توقفك عن تدخين السيجارة التالية. وستبدأ بجني ثمار خطوتك السديدة هذه وستتحسَّن صحتك ويزداد عمرك بإذن الله. اليوم هو فرصتك الجديدة لبدء حياة جديدة خالية من التدخين.

1 Comments
الإقلاع عن التدخين يمكن أن يسبب نوعا من الضغط النفسي بالطبع، وهذا واحد من أهم الأسباب التي تمنع الناس من التفكير بالإقلاع عن التدخين، هذا الضغط النفسي الذي يدفع الدماغ لإفراز مادة تدعى الإبينيفرين والتي تؤثر على قدرة الإنسان على التركيز والتفكير. فيما يلي بعض الإستراتيجيات التي يمكن أن تساعدك في التخلص من التوتر الناتج عن الإقلاع عن التدخين:
ReplyDelete1- لا تقسو على نفسك: يجب أن تدرك أنك ستشعر بالتوتر وحدة المزاج وربما بالإكتئاب. تذكر: الإقلاع عن التدخين هو هدفك الأكبر، فكن متفائلا وثق أن بإمكانك أن تفعل ذلك. فالتفاؤل في حد ذاته من أهم عوامل النجاح في إنجاز المهمة.
2-قم بحل المشاكل البسيطة قبل البدء بمرحلة الإقلاع عن التدخين: تخلص من أيّ مما قد يؤرقك أو يعيدك إلى نقطة البداية، فأنت مقبل على مرحلة ستشعر فيها بالكثير من الضغط النفسي فحاول التخلص من الضغوط العالقة.
3-أجّل المشكلات التي يمكن تأجيلها: فالأسابيع الأولى في الإقلاع عن التدخين هي الأصعب، فلا تزعج نفسك أثناءها بالتفكير في أمور يمكن تأجيلها لبعض الوقت حتى تتجاوز تلك المرحلة.
4- تعرف على علامات التوتر: من علامات التوتر أن تشعر أنك منهك ولا تستطيع التأقلم مع الحياة من حولك، الشعور المستمر بالقلق، عدم الإرتياح، الصداع ، النعاس، الإكتئاب ، حدة المزاج والعصبية. حين تبدأ الشعور بهذه الأعراض حاول علاجها على الفور.
5-مارس الأنشطة التي تستمتع بممارستها: كمشاهدة فيلم كوميدي، أو قضاء بعض الوقت مع عائلتك، حاول الإنخراط في الأنشطة التي تبقيك بعيداً عن التوتر والضغط العصبي والتي تذكرك بالسبب الذي من أجله عزمت على ترك التدخين: من أجل قضاء وقت أطول مع أبنائك أو من أجل المحافظة على صحتك لتتمكن من ممارسة رياضتك المفضلة.
6- مارس التمرينات الرياضية: تشير الدراسات إلى أن ممارسة التمرينات الرياضية تخفف القلق والتوتر الناتج عن الإقلاع عن التدخين، حيث تُفرز في الجسم مواداً كيميائية تشعرك بالسعادة، يمكنك ممارسة أي نوع من الرياضة وبخاصة الرياضات التي تستمتع وأنت تمارسها.
7- مارس تمارين الاسترخاء: تمرينات التنفس واليوجا ومختلف صور التأمل تساعد على التقليل من التوتر بلا شك، كما تساعد على التركيز على الهدف المراد وتسهل عليك مهمتك في الإقلاع.
8- أكتب ما يزعجك: تدوين ما يشغل بالك سواء على المدى الطويل أو القصير طريقة قوية للغلب على القلق، اعثر على مكان هادئ وامسك ورقة وقلم ودوّن ..لا تفكر ..ولا تراجع ما كتبت.. فقط دونه! بعد الإنتهاء من الكتابة مزق ما كتبت وارم الورقة بعيداً. سيساعدك ذلك على إزاحة ما يثقل كاهلك.
9- إتصل بصديق: وجودك بالقرب من الآخرين يساعدك على التخلص من القلق، قبل أن تبدأ بالإقلاع عن التدخين أكتب قائمة بأسماء من يمكنك اللجوء إليهم للدعم، والجأ إليهم بالفعل حين تبدأ في الشعور بالضغط النفسي.
10- كن صبوراً: ذكر نفسك دائما بأن كل من ينوون الإقلاع عن التدخين يشعرون بالفشل في أيامهم الأولى من المحاولة. إلا أنه يوما بعد يوم يأخذ تأثير النيكوتين في الجسم بالتضاؤل شيئا فشيئا، في كل مرة تقاوم فيها الرغبة بإشعال سيجارة تكون قد إقتربت خطوة أخرى من الهدف الأكبر وهو الإقلاع التام. يستغرق الوصول تقريباً حوالي ستة أشهر حتى يتكيف الدماغ على ترك العادة ويمكنك عندها أن تبدأ حياتك الجديدة كشخص غير مدخن أصحّ وأسعد. و اعلم أن الإرادة هي مفتاح الوصول لأي هدف حتى و إن كان الإقلاع عن التدخين.. فهل أنت تملك الجرأة و الإرادة ؟؟؟!!!