كاتبة مسلمة مغربية ـ توجه نقد اجتماعي ثقافي بأبعاده السياسية والاقتصادية والفكرية.. بمنطق وسطية الإسلام.
نشأتها ودراستها
ترعرعت مايسة في عائلة من 5 بنات (وهي الرابعة) ووالدين يشتغل كلاهما بالمجال العسكري. درست في مدرسة ابتدائية "البنات" التي أصبح اسمها حاليا مدرسة "حمد الشرقاوي"، ولم تنزل عن رتبة الأولى في الفصل طيلة السنوات الدراسية الابتدائية.
ثم انتقلت إلى الثانوية العسكرية الملكية للبنات بإفران، حيث درست الإعدادي والثانوي، ست سنوات، وحصلت على باكالوريا علوم تجريبية سنة 2000، بعدها اختارت شعبة الأدب الإنجليزي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ـ الرباط، لدوافع حبها للغة الإنجليزية وتبنيها "الحلم الأمريكي"، فكرة أظهرتها جليا من خلال قصتها القصيرة "سماء دبي لا تمطر أموالا". وتخرجت من الجامعة سنة 2006 وهي لا زالت تحتضن فكرة الهجرة.
تجاربها المهنية
سافرت إلى دبي كمضيفة جوية بالخطوط الإماراتية سنة 2007، ، بعد مباراة انتقاء كانت الفتاة الوحيدة التي تم اختيارتها من بين 500 فتاة، لتمكنها من اللغة الإنجليزي. قضيت في دبي قرابة السنة؛ سنة كانت كفيلة بأن تغير فكرتها عن العيش في أرض المهجر، ثم عادت بسبب مرض والدتها رحمها الله، التي توفيت سنة 2009.
حين عودتها سنة 2008، تأثرت بمرض أمها رحمها الله، وبقيت دون عمل لمدة سنتين، تفرغت خلالهما للكتابة، حيث حررت أغلب قصائد ديوان الزجل المغربي "مسك الليل"، وأيضا الكثير من المقالات بالإنجليزية، ترجمت بعضها بعد ذلك إلى اللغة العربية. من بينها القصة القصيرة: "سماء دبي لا تمطر أموالا"، التي انتقدت فيها مظاهر العولمة الثقافية والاقتصادية في دبي، عولمة محت الهويات والعادات وصنعت من الناس عبيدا يجرون وراء جني الأموال. بعثت بالمقال لجريدة المساء، فقبلته ادارتها وتم نشره مقسما إلى أربعة أجزاء. ثم أعطيت فرصة للعمل بمجلة "نجمة" لصحافية متدربة، وأيضا عمودا أسبوعيا بجريدة المساء. وهكذا كانت بدايتها ككاتبة في الإعلام المغربي.
الكتابة والنشر وخطها التحريري
كانت سنة 2009، سنة مثقلة بالأحداث في نطاق شخصي ومهني، حيث كانت بداية نشرها أول المقالات مع جريدة المساء، في عمود أسبوعي بعنوان "من القلب إلى القلب"، عالجت فيه مختلف المواضيع الثقافية الحسية حول المرأة ودورها وتناقضاتها بين تربية عادات وتقاليد ومجتمع مغربي إسلامي القلب ليبرالي القالب.
كما كانت بداية اشتغالها مع جريدة "نجمة"، مهنة بقدر ما أحبتها لم تدم طويلا، بسبب معاملة سيئة لقيتها من طرف صحافيات المجلة، فاضطرت للتوقف، منشغلة بعد ذلك بوفاة أمها التي كانت أكبر سند لها. وبقي عمود "من القلب إلى القلب" ينشر بجريدة المساء لقرابة السنة.
وحيث اتخذت كتاباتها مسارا بعيدا عن مجال المرأة، توقفت عن النشر بجريدة "المساء" باحثة عن مساحة أفسح، فالتحقت بركب الجريدة الإلكتروني "هسبريس" وهي لا زالت في بدايتها، في عمود أسبوعي بعنوان "الكلام المرصع"، حيث نشرت قرابة الثلاثمائة مقال، في مواضيع نقد اجتماعي ثقافي بأبعاده السياسية والاقتصادية والفكرية بمنطق وسطية الإسلام، مقالات لقيت قراءة واسعة، بين معارضة شديدة وصلت إلى حد الشتيمة والتهديد، وحماس شديد في الدفاع عن الأفكار المطروحة في المقالات. أفكار تقدم الإسلام على كل اعتبار: إسلام فوق الوطنية، إسلام فوق العرق، إسلام فوق الحرية، إسلام فوق أهداف الثورات الإصلاحية.. لا طريق غير الإسلام لإصلاح البشرية. من بينها مقالات: "الإسلام أو لا شيء" ـ "الكبت" ـ "الحزب الإسلامي في الدولة الإسلامية".. وغيرها، ناهضت من خلالها كل معالم العلمانية، وكل طرقها من ميديا إلى حركات نضالية.
وجدت من خلال جريدة "هسبريس" الإلكترونية التي بدأت الكتابة بها سنة 2010 حتى بداية 2012، جمهورا عريضا من القراء، يتابعونها إلى حد الساعة عبر صفحتها على الفايبسوك.
كانت على وشك تقديم برنامج بالقناة الثانية "نقاش"، صورت منه الحلقة الأولى وحضّرت الثانية، لكن تم إنهاء عملها بسبب أيديولوجياتها وطريقة تقديمها التي بدت لممولي البرنامج أكثر جدية ووعيا من "المطلوب"!
توجهاتها الإسلامية المحضة، الغير المسيسة، الحرة، لم تجد بعد المنبر الإعلامي المغربي الذي يتحمل صراحتها ووضوح توجهها وهدفها، وهو نشر الوعي الإسلامي المعتدل، الذي في اعتداله يرفض الرضوخ لابتداع الجماعات ويرفض التصادق مع انحلال المجتمعات، إنما اعتداله استقامة حقة حنيفة عن الشبهات، فأغلب المنابر الإعلامية المغربية هي ليبرالية علمانية، أو أنها مستقلة لكن ـ تنشر الحقائق برداء يخفي نصفها، خوفا من فقدان شريحة القراء الرافضة للحقائق، الجارية وراء سراب النقد المنِّوم. فأغلب الجرائد المغربية، تخفي توجهها في ظل مقالات واهمة، تمنح كل قارئ ما يرغب بقراءته، بغية بيع المنتج، لا بغية التوعية والتوجيه. وريثما تجد المنبر القادر على تحمل ثقل توجهاتها، صفحتها على الفايسبوك مفتوحة لكل قارئ له نفس التوجه.
معارضوها
من بين المعارضة التي لقيتها في بداية كتابتها مع المساء وهسبريس، أنها لم تكن ترتدي الحجاب بعد، بيد أنها تنشر مقالتي منبينة في نقدها على مقياس الحلال والحرام، مثل مقال: "أيها المسلمون: الربا حرام" ـ ومقال: "رمضان والجلجلان".. فكان هذا التناقض بين القلب والقالب، يشكل حيرة واضطرابا لدى القراء، وبالتالي معارضة للمنشور.
كما أنها لقيت معارضة كبيرة من طرف المشاركين في احتجاجات "الربيع العربي" بالمغرب، إذ أنها كانت من خلال مقالاتها تعارض بشدة رغبتهم في تحويل المغرب إلى دولة مدنية علمانية، متمسكة في ذلك بقوله تعالى: "إن الحكم إلا لله". فكانت معارضتها لهم معارضة أدخلتها في فئة "المخزنيين". أيضا تلقى معارضة دائمة من طرف الجمعيات النسوية الحقوقية المطالبة بالمساواة في الإرث والشهادة، وغيرها من القوانين والتشريعات التي نظمها الإسلام في اعتدال لا ينبغي لأي مسلم التنكر لها.
نشاطات ومنشورات
خلال تلك المدة، نشرت ديوانها "مسك الليل"، ونظمت حفل توقيع ببهو مسرح محمد الخامس بالرباط سنة 2010 حضر له عشرات من قرائها المتتبعين. وحررت "عريضة لا للازدحام لا للاختلاط في وسائل النقل العمومي" سنة 2010 التي وقعها 2000 مواطن وأرسلت إلى الديوان الملكي وكتبت عنها مجلة "تيل وكيل"، ومواقع إلكترونية أخرى.
اشتغلت سنة 2011 كمراسلة صحافية مع شركة إنتاج مغربية "الأسباط"، بتقديم نشرات إخبارية قصيرة باللغة الإنجليزية لصالح القناة السعودية الثانية "كي إسي إي 2".
وشاركت سنة 2012 في عدة ملتقيات، من بينها ملتقى "يالاه نقراو" كضيفة، بديوانها "مسك الليل". وكضيفة أيضا في ملتقى مؤسسة "فكرة" ـ وشاركت في ملتقى "تي دي إكس" بالمدرسة العليا للتكنولوجيا بمدينة سلا، بموضوع التوجيه المدرسي.
وهي الآن بصدد استكمال كتابها الثاني بعنوان "الشامل"، الذي بدأت تحريره منذ نهاية سنة 2011.
تحتضن فكرة مؤسسة توجيهية: "مؤسسة دار سلامة للإصلاح والتوجيه"، تهدف إلى تأطير التوجيه المدرسي بالمغرب، وأيضا تقريب المسافة بين المواطن ونائبيه بالبرلمان، برصد المشاكل واقتراح حلول واقعية، والضغط للإسراع بتطبيقها. هي مبادرة تجعل من المواطنين نشطاء اجتماعيين سياسيين قادرين على إحداث فرق في المجتمع.
2 Comments
مرحبا استاد محمد، شكرا لك على تعريف بالاخت والمبدعة الغالية مايسة ..
ReplyDeleteتحياتي ..
بنت الكويت
http://www.bramjnet.com/vb3/showthread.php?t=921703
ReplyDelete